الاثنين، 7 ديسمبر 2015

آخر الزمان

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :

قال رسول الله صل الله عليه وسلم :

« يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر »

رواه الترمذي




هذا الحديث يقتضي خبرا وإرشادا .


أما الخبر


التمسك بالسنة في زمن الفتن


، فإنه صل الله عليه وسلم أخبر أنه في آخر الزمان يقل الخير


وأسبابه ، ويكثر الشر وأسبابه ، وأنه عند ذلك يكون المتمسك بالدين من


الناس أقل القليل ، وهذا القليل في حالة شدة ومشقة عظيمة ، كحالة


القابض على الجمر ، من قوة المعارضين ، وكثرة الفتن المضلة ، فتن


الشبهات والشكوك والإلحاد ، وفتن الشهوات وانصراف الخلق


إلى الدنيا وانهماكهم فيها ، ظاهرا وباطنا ،


التمسك بالسنة في زمن الفتن


وضعف الإيمان ، وشدة التفرد لقلة المعين والمساعد .


ولكن المتمسك بدينه ، القائم بدفع هذه المعارضات والعوائق


التي لا يصمد لها إلا أهل البصيرة واليقين ، وأهل الإيمان المتين ،


من أفضل الخلق ، وأرفعهم عند الله درجة ، وأعظمهم عنده قدرا .


وأما الإرشاد


التمسك بالسنة في زمن الفتن


، فإنه إرشاد لأمته ، أن يوطنوا أنفسهم على هذه الحالة ،


وأن يعرفوا أنه لا بد منها ، وأن من اقتحم هذه العقبات ،


وصبر على دينه وإيمانه - مع هذه المعارضات -


فإن له عند الله أعلى الدرجات،وسيعينه مولاه على ما يحبه ويرضاه ،


فإن المعونة على قدر المؤونة .


التمسك بالسنة في زمن الفتن


وما أشبه زماننا هذا بهذا الوصف الذي ذكره صل الله عليه وسلم ،


فإنه ما بقي من الإسلام إلا اسمه ، ولا من القرآن إلا رسمه ،


إيمان ضعيف ، وقلوب متفرقة ، وحكومات متشتتة ،


وعداوات وبغضاء باعدت بين المسلمين ، وأعداء ظاهرون وباطنون ،


يعملون سرا وعلنا للقضاء على الدين ، وإلحاد وماديات ،


التمسك بالسنة في زمن الفتن


جرفت بخبيث تيارها وأمواجها المتلاطمة الشيوخ والشبان ،


ودعايات إلى فساد الأخلاق ، والقضاء على بقية الرمق .


ثم إقبال الناس على زخارف الدنيا ، بحيث أصبحت هي مبلغ علمهم ،


وأكبر همهم ، ولها يرضون ويغضبون ، ودعاية خبيثة للتزهيد في الآخرة ،


والإقبال بالكلية على تعمير الدنيا ، وتدمير الدين واحتقاره والاستهزاء بأهله ،


وبكل ما ينسب إليه ، وفخر وفخفخة ، واستكبار بالمدنيات


المبنية على الإلحاد التي آثارها وشررها


[ وشرورها قد شاهده العباد . ]


التمسك بالسنة في زمن الفتن


فمع هذه الشرور المتراكمة ، والأمواج المتلاطمة ،


والمزعجات الملمة ، والفتن الحاضرة والمستقبلة المدلهمة -


مع هذه الأمور وغيرها - تجد مصداق هذا الحديث .


ولكن مع ذلك ، فإن المؤمن لا يقنط من رحمة الله ،


ولا ييأس من روح الله ، ولا يكون نظره مقصورا على الأسباب الظاهرة ،


التمسك بالسنة في زمن الفتن


بل يكون متلفتا في قلبه كل وقت إلى مسبب الأسباب ، الكريم الوهاب ،


ويكون الفرج بين عينيه ، ووعده الذي لا يخلفه ،


بأنه سيجعل له بعد عسر يسرا ،


وأن الفرج مع الكرب ،


وأن تفريج الكربات مع شدة الكربات وحلول المفظعات .


فالمؤمن من يقول في هذه الأحوال :


" لا حول ولا قوة إلا بالله " و" حسبنا الله ونعم الوكيل .


على الله توكلنا . اللهم لك الحمد ، وإليك المشتكى .


وأنت المستعان . وبك المستغاث .


ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم "


التمسك بالسنة في زمن الفتن


ويقوم بما يقدر عليه من الإيمان والنصح والدعوة .


ويقنع باليسير ، إذا لم يمكن الكثير .


وبزوال بعض الشر وتخفيفه ، إذا تعذر غير ذلك :


{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا }


،


{ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ } ،


{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا } [ الطلاق : 2 ، 3 ، 4 ]


والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ،


وصل الله على محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين .


يامثبت القلوب ثبتنا على دينك

التمسك باالسنن في زمن الغرب والغرباء


زمن الغربة والغرباء كثر فيها المكر بأهل الحق واشتد البلاء وعلت العتمة في عالمنا الذي صار يسمع له أنين من كل جانب جسد أمتنا الإسلامية صار ممزق الأوصال فصرنا لا نرى في سماءها إلا ناراً ودخاناً ولا نسمع إلا صراخاً واستغاثةً من هنا وهناك على كل بقعة علت فيها صيحة لا إله إلا الله محمد رسول الله .

فلنتأمل حالنا وما صار إليه وضعنا اليوم كل أوطاننا العربية والإسلامية صارت ملطخة بالدماء حتى كست الطريق لوناً أحمر زمن أصبح فيه الحليم حيران

تعددت المذاهب وانقسم الخلق إلى أحزاب وشيع وملل ونحل وضاع خلق كثير بين هذا وذاك ممن التبس عليهم الحق بالباطل فاتخذوا أحبارهم رهبانا لهم


أخبرنا الصادق المصدوق عن فتن تقع في آخر الزمان في خطبة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون وأرشدنا فيها لسبيل النجاة من تلك الفتن

فعَنْ العِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رضي الله عنه قَالَ : ( وَعَظَنَا رسول الله ج مَوْعِظَةً َوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ وذَرَفَتْ منها العيون فقُلْنَا " يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّها مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَأَوْصِنَا " قَالَ :« أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ تأمر عليكم عبد ، وأَنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فسيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا ، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ » صحَّحه الألبانيّ .

قال الشيخ النجمي في شرح الحديث وقد أخذت جزء منه وما يتعلق بالبدعة 
قال « وسنة الخلفاء الراشدين المهديين , عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ » بمعنى أنكم أمسكوها واتبعوها , احفظوها , واتبعوها « .. وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ محدثة بدعة » وفي رواية «كل بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ » وفي رواية « كل ضلالة في النار »

فيا عباد الله ! إياكم و محدثات الأمور , فإن هذه المناهج الوافدة علينا التي ليست من ديننا , بل إن أصحابها خلطوا الحق بالباطل , السنة بالبدعة , و أرادوا أن يتبعهم الناس , و أن يكون لهم ذكر في الناس و العياذ بالله , فإن هؤلاء يعتبرون أئمة ضلالة , من سَنَّ للناس أن يتبعوه على بدع أو تساهل في التوحيد أو ما أشبه ذلك فهو يعتبر إمام ضلال , و ليس بإمام هدى , فعليك يا عبد الله أن تتبع الهدى من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم , 
ومن عمل الخلفاء الراشدين و سنتهم , و عمل السلف الصالح , عليك أن تعمل هذا , عليك أن تتبعهم , عليك أن تقتدي بهم , أما أهل الضلال و أهل المحدثات , فيجب عليك الابتعاد عنهم و التحذير منهم , و أن تتخذهم يعني أعداء , و ليسوا قادة وقدوة , أسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب و يرضى , و صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .

انتهى كلامه ....

وفي هذا الزمن زمن الفتن وتمسك الناس بالأهواء والبدع التبس الحق وضاع الخلق بين شبهات وشهوات وبدع مستحكمة فلا نجاة لهم مما هم فيه وعليه إلا باتباع سبيل الحق .

وقد أخبرنا سيدنا ومعلم البشرية صلوات الله عليه وسلامه أنها ستكون في آخر الزمان فتن وأرشدنا لطريق الخلاص والنجاة منها في هذا الحديث :

( سَتَكُونُ فِتَنٌ ، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِمِ ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي ، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي ، وَمَنْ يُشْرِفْ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ ، وَمَنْ وَجَدَ مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ ) رواه البخاري

لقد استحكمت البدع والخرافات في نفوس الناس حتى أبعدتهم عن رؤية الحق ومن ينظر لحالنا اليوم يرى أنه قد بعدت مسافة الخلف بينهم وبين السلف وقد ترك الناس السنة واتبعوا البدعة وتجاوزا حدود الشريعة وأحدثوا في الدين ما ليس منه

ولقد طغى سيل البدع وما يحمله من زبد حتى خفيت به معالم كثيرة من السنة وصارت سنن مهجورة أو غريبة عن الناس حتى كادوا لا يفرقون بينها وبين البدعة فما بالنا بأناس ما عرفوا السنة أبدا بل نشئوا على عادات وتقاليد توارثوها عن أجدادهم وتمسكوا بها كتمسكهم بالدين أو أشد حتى صار لها في النفس سلطان قوي لكثرة مزاولتهم لها والحفاظ عليها .

أبسط مثال : عادتنا العربية في الأعراس والمآتم كيف نجعل لهما مراسم خاصة يجب الحفاظ عليها بل وتقديسها ؟!

وبهذا نقع في بدع مستنكرة استحكمت في النفس من حيث لا نشعر وهذا بسبب بعدنا عن كتاب ربنا سبحانه وتعالى وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم وإذا أردنا الإنكار عليهم وعلى وقوعهم في البدع قالوا : لكن العادة عندنا خلاف هذا وهذه هي الأصول ويجب علينا أن لا نخالفها .

[ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ ] ( سورة البقرة )

إن البدعة أشد خطورة من المعاصي لذا يخشى على من أغرق في البدع أن لا تقبل توبته .

فقد جاء الوعيد الشديد بعدم قبول توبة المبتدع حتى يدع بدعته .

قال سفيان الثوري : (البدعة أحب إلى إبليس من المعصية فإن المعصية يتاب منها والبدعة لا يتاب منها )

جاء الوعيد الشديد بعدم قبول توبة المبتدع حتى يدع بدعته وهذه الشبهات والبدع أخطر على الأمة من الشهوات والمعاصي .. لأن صاحب المعصية حتى وإن جاهر بها مكابراً فهو في قرارة نفسه يشعر بأنه مرتكب لذنب وأنه مقصر، أما صاحب البدعة فإنه يرى نفسه بأنه عابد يتقرب إلى الله بالطاعة التي قصر عنها غيره من العاجزين والمتكاسلين حسب زعمه.
الله المستعان ونسأله تعالى أن يجنبنا الفتن والبدع ما ظهر منها وما خفي 
وفي هذا السياق وددت التنبيه عن بدع قد نقع فيها من حيث لا نشعر منها :

منها بدع المآثم والجنائز :

1- الحزن على الميت سنة كاملة لا يختضب النساء فيها بالحناء ولا يلبسن الثياب الحسان ولا يتحلين،ويعفن ويتركن طعاما كان يحبه الميت فإذا انقضت السنة عملن ما يعهد منهن من النقش والكتابة الممنوع في الشرع ، يفعلن ذلك هن ومن التزمن الحزن معهن ويسمون ذلك بـ فك الحزن .

2- قلب الطنافس والسجاجيد وتغطية المرايا والثريات والتلفاز ولحد الآن لم أفهم سبب هذه البدعة .

3- التكبير عند خروج الميت .

4- الصدقة عند القبرحيث تصنع النساء كعكا وتصدقه عند قبر الميت .

5- اتخاذ الضيافة من الطعام من أهل الميت حيث توقد النار في بيت الميت لإعداد .

6- الطعام للمعزين وهذا خلاف السنة فالواجب أن لا توقد النار في بيت الميت ثلاث أيام ليكون تكافل بين الجيران ليصنعوا لهم طعاما يقدمونه للناس

7- الأربعين للميت ونفس الشيء تحضر أصناف من الطعام لتقدم للناس المعزين حتى صار الوافد على بيت الميت لا يفرق أهو عرس أم مأتم .

8- صبيحة القبر عادة يستحيل أن تدعها النساء وفيها ترى العجب العجاب من بكاء وتمسح على قبر الميت .

9- زيارة القبور الجمعة وفي الأعياد خاصة حتى صارت عادة سنوية تتفق لها العائلة لتزور قبر ميتهم جماعياً .

10- قراءة الفاتحة للموتى وكأن القرآن جعل ليقرئ على الأموات .

تخصيص لون معين للدلالة على الحزن على الميت .

لبس ملابس بلون معين للدلالة على الحزن؛ حيث أن هذا من الجزع والاعتراض على قضاء الله وقدره. و الحداد الشرعي هو ترك الزينة وليس لبس لون معين.

والحداد على الزوج مدته أربعة أشهر وعشرة أيام ( لغير الحامل)، وعلى غير الزوج ثلاثة أيام فقط. ومن السُّنة لبس الأبيض من الثياب في حالة الشدة والرخاء والحياة والموت ، وهذا للرجال .

( البسوا من ثيابكم البياض فإنها من خير ثيابكم ) صحيح الجامع .

وغيرها كثير مما يقع فيها الناس من البدع في الجنائز والمآتم .

وهذه بدع متفرقة مما يقع فيه الناس :

الزيادة في التسمية أول الطعام .

قال الألباني رحمه الله : أن التسمية في أول الطعام بلفظ ( بِسْمِ اللَّهِ ) , لا زيادة فيها , وكل الأحاديث التي وردت في الباب ليس فيها الزيادة , ولا أعلمها وردت في شئ فيها ؟ فنقول : فيها كل شئ , وهو الاستدراك على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي ما ترك شيئاً يقربنا إلى الله إلا أمرنا به وشرعه لنا , فلو كان ذلك مشروعاً ليس فيه شئ , لفعله ولو مرة واحدة

تقبيل المصحف :

في اعتقادنا هذا مما يدخل في عموم الأحاديث التي منها (إياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة , وكل بدعة ضلالة )(1) , وفي حديث آخر ( كل ضلالة في النار ) (2) , فكثير من الناس لهم موقف خاص من مثل هذه الجزئية , يقولون : وماذا في ذلك ؟! ما هو إلا إظهار تبجيل وتعظيم القرآن , ونحن نقول صدقتم ليس فيه إلا تبجيل وتعظيم القران الكريم ! ولكن تُرى هل هذا التبجيل والتعظيم كان خافياً على الجيل الأول وهم صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك أتباعهم وكذلك أتباع التابعين من بعدهم ؟ لا شك أن الجواب سيكون كما قال علماء السلف :لو كان خيرا لسبقونا إليه .

بدعة استخدام المسبحة / للإمام الألباني يرحمه الله :

ثم إن الناس قد تفننوا في الابتداع بهذه البدعة ، فترى بعض المنتمين لإحدى الطرق يطوق عنقه بالسبحة ! وبعضهم يعدُّ بها وهو يحدثك أو يستمع لحديثك ! وآخِر ما وقعت عيني عليه من ذلك منذ أيام أنني رأيت رجلا على دراجة عادية يسير بها في بعض الطرق المزدحمة بالناس وفي إحدى يديه سبحة ! يتظاهرون للناس بأنهم لا يغفلون عن ذكر الله طرفة عين وكثيرا ما تكون هذه البدعة سببا لإضاعة ما هو واجب فقد اتفق لي مرارا وكذا لغيري أنني سلمت على أحدهم فرد السلام بالتلويح دون أن يتلفظ بالسلام

فما أحسن ما قال الشاعر:

وكل خير في اتباع من سلف********وكل شر في ابتداع من خلف ))

تحية العلم بدعة محدثة :

السؤال الثالث من الفتوى رقم (5963):

س 3: ما حكم تحية العلم في الجيش وتعظيم الضباط وحلق اللحية فيه؟ 

ج 3: لا تجوز تحية العلم، بل هي بدعة محدثة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) رواه البخاري ومسلم . وأما تعظيم الضباط باحترامهم وإنزالهم منازلهم فجائز، أما الغلو في ذلك فممنوع، سواء كانوا ضباطا أم غير ضباط. 
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء



حمد الله بعد التجشوء والتعوذ بعد التثاؤب :

إذا تجشأ أحدهم حمد الله، وإذا تثاءب تعوّذ بالله، وهذا لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه شيء، ولا عن صحابته الكرام.

والصحيح أن التجشؤ لم يكن فيه ذكر معين، وكذلك التثاؤب لم يرد فيه ذكر معين، بل عليه وضع اليد على الفم عند التثاؤب وهذه هي السنة .

فعن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا تثاءب أحدكم في الصلاة فليكظم ما استطاع ...الحديث .

دبلة الخطوبة

كذلك من الأمور المبتدعة التي انتشرت بين الناس الدبلة يلبسها الرجل والمرأة في حال الخطبة أو الزواج ، وهذه لم يثبت فيها شيء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته الكرام .

هذا إذا كانت الدبلة من فضة بالنسبة للرجل، فكيف إذا كانت من ذهب فتكون حراماً وبدعة في نفس الوقت .

حكم قول:صدق الله العظيم"عقب الآية أو بعد التلاوة

سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

ما حكم قول (صدق الله العظيم) بعد الفراغ من قراءة القرآن ؟

فأجابتْ :

قول : (صدق الله العظيم) بعد الانتهاء من قراءة القرآن بدعة ؛ لأنه لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا الخلفاء الراشدون ، ولا سائر الصحابة رضي الله عنهم ، ولا أئمة السلف رحمهم الله ، مع كثرة قراءتهم للقرآن ، وعنايتهم ومعرفتهم بشأنه، فكان قول ذلك والتزامه عقب القراءة بدعة محدثة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : مَن أحْدث في أمْرنا هذا ما ليس منه فهو رَدّ . رواه البخاري ومسلم ، وقال : مَن عَمل عملاً ليس عليه أمْرنا فهو رَدّ . رواه مسلم .

وبالله التوفيق . وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم . 


بدعة الاحتفال بعيد ميلاد الأطفال وعيد الزواج 
كل شيء يتخذ عيداً يتكرر كل أسبوع، أو كل عام ليس مشروعاً، فهو من البدع، والدليل على ذلك: أن الشارع جعل للمولود العقيقة، ولم يجعل شيئاً بعد ذلك، واتخاذهم هذه الأعياد تتكرر كل أسبوع أو كل عام معناه أنهم شبهوها بالأعياد الإسلامية، وهذا حرام لا يجوز، وليس في الإسلام شيء من الأعياد إلا الأعياد الشرعية الثلاثة: عيد الفطر، وعيد الأضحى، وعيد الأسبوع، وهو يوم الجمعة .



في زمن تمسك فيه الناس بالبدع هجروا كثيراً من السنن .

سنن مهجورة :

1- سنة مهجورة أجرها كبير - قتل الوزغ .

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : ( من قتل وزغة في أول ضربة كتب له مائة حسنة ، ومن قتلها في الضربة فله كذا وكذا حسنة ) صحيح الجامع .

2- السواك قبل القراءة .

3- التسمية قبل البدء باللبس .

4- التيمن في الأشياء كلها .

5- نفض الفراش قبل النوم بطرف الثياب .

6- البدء بالسواك عند الاستيقاظ من النوم وكم نغفل عن هذه السنة .

7- سنة الاستخارة في الأمور كلها .

8- سنة الوضوء قبل النوم .

9- سنة متابعة المؤذن والدعاء إذا فرغ .

10- سنة الاستئذان ثلاثاً وعدم الزيادة عليها وهذه سنة مهجورة بالمرة قل ما نجد أحداً يطبقها .

11- سنة تعجيل الفطر وتأخير السحور في رمضان .

12- سنة التيمين في لبس النعل .

13- الأكل بثلاثة أصابع .


14- لعق الأصابع بعد الأكل قبل مسحها أو غسلها فإنك لاتدري في أي الطعام البركة كما قال صلى الله عليه وسلم .


15- إماطة الأذى عن اللقمة التي تسقط على الأرض بمسحها ثم أكلها .


16- الشرب على ثلاث مرات وأن تشرب جالساً ...... فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الشرب قائماً فقال: (لا يشربن أحدكم قائما فمن نسي فليستقي) [ رواه مسلم ] . وهذا النهي نهي كراهة . 
17- استحباب المضمضة بعد شرب اللبن .

هذه بعض السنن ، وفي حياته سنن كثيرة من تمسك بها نجا ومن حاد عنها هلك .

وسنن كثيرة نجهلها وأخرى نغفل عنها وأخرى قد يستحي ضعاف النفوس من تطبيقها .

قمعنا البدع بفضل من الله


بدع المآتم : 
وبحمد الله ومنه وكرمه استطعنا بفضل الله القضاء على بدع كثيرة منتشرة في مجتمعنا وأسرنا خاصة في المآتم حيث كنا نرى بدعاً كثيرة ما عرفنا حكمها حتى كبرنا ودرسنا العلم الشرعي وتنورت بصيرتنا فرحنا نبلغ ما علمنا للأهل حيث وجدنا مشقة كثيرة خاصة من طرف كبيرات السن لأنهن أكثر النساء تمسكا بالبدع في اعتقادهن أنها عادات سليمة موروثة أبا عن جدا يستحيل التفريط فيها .

بدعة خطيرة ومستنكرة في أفراحنا : 
وأيضا في الأفراح حدثي ولا حرج بدع مستنكرة وقبيحة ومخالفة للشرع وفيه هتك للستر منها كشف العذرية للفتاة ليلة الزفاف بإظهار علامة ذالك على ثوبها صبيحة عرسها ويا ويل من تخالف هذه البدع ستكون محل شك في عرضها .

ويشهد ربي أننا بفضل الله قضينا عليها تماما ولم يهمنا ما يتكلم من طرف النساء ورفضنا الإفصاح عن ذالك ولو بكلمة واحدة .

والحمد لله أننا استطعنا ذالك بتوفيق من الله سبحانه وتعالى .

أيضا صبيحة العرس لكي يتأكد من عذرية الفتاة على والدة العروسة أن تقوم هي بإعداد الطعام للحضور وهذه العادة منتشرة في الغرب الجزائري وبفضل الله رفضناها جملة وتفصيلا وعرضنا شرع الله على من يجهل الحكم صراحة لاقينا تعنتاً وتزمتاً بعدها أتى جيل جديد سهلت أمامه الأمور ولم يجد مشقة في مخالفة تلكم العادات البالية والمستنكرة .

وبفضل الله استطعنا تطبيق سنة مهجورة جدا وهي:

السنة في الوليمة :
أن تكون ثلاثة أيام عقب الدخول، لأنه هو المنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم، فعن أنس رضي الله عنه قال:

((بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بامرأة، فأرسلني فدعوت رجالاً على الطعام )) البخاري والبيهقي. 

وعنه قال: ((تزوج النبي صلى الله عليه وسلم صفية، وجعل عتقها صداقها، وجعل الوليمة ثلاثة أيام )) رواه أبو يعلى بسند حسن وهو في البخاري بمعناه صحيح . قاله الألباني يرحمه الله .



الحمد لله الذي وفقنا للتمسك بسنن وتبيينها للناس ونشرها بينهم حتى لم تعد غريبة وتناقلها الناس فيما بينهم حتى من شبابنا الذين قد يجدون حرجا أمام أقرانهم في تطبيقها ونبذنا البدع وبينا خطورتها على دين المرء فلله الحمد وجدنا ثمار ذالك وجنينا قطوفا دانية وهذا توفيق من الله ونصر .

لهذا نصيحتي لأخواتي ونفسي أن ندرس سيرة النبي صلى الله عليه وسلم حتى نتعرف على السنن ونطبقها حينها ندرك أين البدع وحتى لا يلتبس علينا الأمر ونفرق بين السنة والبدعة .

نستمد التوفيق من الله سبحانه وتعالى لأننا قد نجد مشقة لما صار عليه وضعنا اليوم من انتشار للبدع وترك السنن .

اللهم ارزقنا حبك وحب نبيك وحب كل عمل يقربنا إليك . 
اللهم أحينا على السنن وجنبنا البدع ووفقنا لإتباع نهج رسولنا صلى الله عليه وسلم . 
اللهم من أراد بالإسلام والمسلمين كيدا فرده في نحره وأشغله بنفسه . اللهم أسكت ألسنة حاولت التطاول على سيد الخلق . اللهم وفقنا للدفاع عن سنته صلى الله عليه وسلم بحفظها وتنقيحها وحمايتها ورد الشبهات عنها . واللهم وفق شبابنا لإحياء السنن وقمع البدع إنك ولي ذالك والقادر عليه .

سبحانك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين وصلِّ اللهم وسلم على سيدنا محمد .

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك اللهم وأتوب إليك .

الأحد، 6 ديسمبر 2015

التمسك بالسنه في زمن الفتن

والتمسك بالسنة يعني أمورا :
1- القيام بالواجبات واجتناب المحرمات .
2- اجتناب البدع العملية والاعتقادية .
3- الحرص على تطبيق السنن والمستحبات بحسب قدرته واستطاعته .
4- دعوة الناس إلى الخير ومحاولة إصلاح ما أمكن .
جاء في محاضرة للشيخ ابن جبرين حول حقيقة الالتزام (ص/10) :
" لا شك أن السنة النبوية مدونة وموجودة وقريبة وسهلة التناول لمن طلبها ، فما علينا إلا أن نبحث عنها ، فإذا عرفنا سنة من السنن عملنا بها حتى يَصْدُق علينا قول ( فلان ملتزم ) ، ولا ننظر إلى من يُخَذّل أو من يحقر أو من يستهزئ ونحو ذلك .
والسنن قد تكون من الواجبات ، وقد تكون من الكماليات أو من المستحبات ، وقد تكون من الآداب والأخلاق ، فعلى المسلم أن يعمل بكل سنة يستطيعها ، وذلك احتساباً للأجر وطلباً للثواب .
فالملتزم هو الذي كلما سمع حديثاً فإنه يسارع في تطبيقه ، ويحرص كل الحرص على العمل به ولو كان من المكملات أو من النوافل .

التمسك بالسنه في زمن الفتن

السنة مصدر من مصادر التشريع لأنها وحي من الله تعالى، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا وإني أوتيت الكتاب ومثله معه، ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه.. رواه أحمدولذا كان جاحدها ومنكرها كافرا كفرا مخرجا من الملة.



2- السنة شارحة للقرآن ومبينة له، قال شيخ الإسلام في الواسطية: فالسنة تفسر القرآن وتبينه وتدل عليه وتعبر عنه.


وقال في مجموع الفتاوى: فعليك بالسنة فإنها شارحة للقرآن وموضحة له؛


بل قد قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي :
كل ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مما فهمه من القرآن. قال الله تعالى: إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الكِتَابَ بِالحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا.وقال تعالى: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ.وقال تعالى: وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ.



3- أن النبي صلى الله عليه وسلم حث على التمسك بالسنة ورغب فيها لاسيما وقت الفتن والاختلاف، فقال: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ.. رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه.

السبت، 5 ديسمبر 2015


" يجب عليك الالتزام بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والمحافظة عليها ، وألا تلتف إلى عذل من يعذلك أو يلومك في هذا ، خصوصًا إذا كانت هذه السنن من الواجبات التي يجب التمسك بها ، لا في المستحبات ، وإذا لم يصل الأمر إلى التشدد ، أما إذا كان الأمر بلغ بك إلى حد التشدد فلا ينبغي لك ، ولكن ينبغي الاعتدال والتوسط في تطبيق السنن والعمل بها من غير غلو وتشدد ، ومن غير تساهل ولا تفريط ، هذا هو الذي ينبغي عليك ؛ وعلى كل حال أنت مثاب إن شاء الله ، وعليك بالتمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم " انتهى .

89878: ﻓﻀﻞ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ ﺯﻣﻦ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ_________________________________________ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - : ( ﻣﻦ ﺗﻤﺴﻚ ﺑﺴﻨﺘﻲ ﻋﻨﺪ ﻓﺴﺎﺩ ﺃﻣﺘﻲ ﻟﻪ ﺃﺟﺮ ﻣﺎﺋﺔ ﺷﻬﻴﺪ )...ﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ ؟ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺻﺤﻴﺤﺎ...ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷ‌ﻓﻌﺎﻝ ﺣﺘﻰ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﺘﻤﺴﻜﺎ ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ ؟...ﺃﻋﻴﺶ ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﻋﺮﺑﻲ ﻭﻻ‌ ﻳﺨﻔﻰ ﺍﻟﺤﺎﻝ...ﻓﻬﻞ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺎﺕ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻛﺎﻓﻴﺎ ﻟﺬﻟﻚ ؟ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠَّﻪ ﺃﻭﻻ‌ : ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻭﺑﺮ ﺍﻷ‌ﻣﺎﻥ ، ﺣﺚ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﻬﺎ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻂ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻘﺎﻝ : ( ﻓَﻌَﻠَﻴْﻜُﻢْ ﺑِﺴُﻨَّﺘِﻲ ﻭَﺳُﻨَّﺔِ ﺍﻟْﺨُﻠَﻔَﺎﺀِ ﺍﻟْﻤَﻬْﺪِﻳِّﻴﻦَ ﺍﻟﺮَّﺍﺷِﺪِﻳﻦَ ﺗَﻤَﺴَّﻜُﻮﺍ ﺑِﻬَﺎ ﻭَﻋَﻀُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻬَﺎ ﺑِﺎﻟﻨَّﻮَﺍﺟِﺬِ ﻭَﺇِﻳَّﺎﻛُﻢْ ﻭَﻣُﺤْﺪَﺛَﺎﺕِ ﺍﻟْﺄُﻣُﻮﺭِ ﻓَﺈِﻥَّ ﻛُﻞَّ ﻣُﺤْﺪَﺛَﺔٍ ﺑِﺪْﻋَﺔٌ ﻭَﻛُﻞَّ ﺑِﺪْﻋَﺔٍ ﺿَﻠَﺎﻟَﺔٌ ) ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ (4607) ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﻷ‌ﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﺃﺑﻲ ﺩﺍﻭﺩ .  ﻭﺣﻴﻦ ﻳﻜﺜﺮ ﺍﻟﺸﺮ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ، ﻭﺗﻈﻬﺮ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭﺍﻟﻔﺘﻦ ، ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺟﺮ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ ﺃﻋﻈﻢ ، ﻭﻣﻨﺰﻟﺔ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺃﻋﻠﻰ ﻭﺃﻛﺮﻡ ، ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻏﺮﺑﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﺤﻤﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﻧﻮﺭ ﻭﺳﻂ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻈﻼ‌ﻡ ، ﻭﺑﺴﺒﺐ ﻣﺎ ﻳﺴﻌﻮﻥ ﻣﻦ ﺇﺻﻼ‌ﺡ ﻣﺎ ﺃﻓﺴﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ . ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ( ﺇِﻥَّ ﺍﻹ‌ِﺳﻠَﺎﻡَ ﺑَﺪَﺃَ ﻏَﺮِﻳﺒًﺎ ، ﻭَﺳَﻴَﻌُﻮﺩُ ﻏَﺮِﻳﺒًﺎ ﻛَﻤَﺎ ﺑَﺪَﺃَ ، ﻓَﻄُﻮﺑَﻰ ﻟِﻠﻐُﺮَﺑَﺎﺀِ . ﻗِﻴﻞَ : ﻣَﻦ ﻫُﻢ ﻳَﺎ ﺭَﺳُﻮﻝَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ؟ ﻗَﺎﻝَ : ﺍﻟﺬِﻳﻦَ ﻳَﺼﻠُﺤُﻮﻥَ ﺇِﺫَﺍ ﻓَﺴَﺪَ ﺍﻟﻨَّﺎﺱُ ) ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮﻭ ﺍﻟﺪﺍﻧﻲ ﻓﻲ "ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﻦ" (1/25) ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﻷ‌ﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ "ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ" (1273) ﻭﺃﺻﻞ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ (145) ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ( َﺈِﻥَّ ﻣِﻦْ ﻭَﺭَﺍﺋِﻜُﻢْ ﺃَﻳَّﺎﻡَ ﺍﻟﺼَّﺒْﺮ ، ﺍﻟﺼَّﺒْﺮُ ﻓِﻴﻪِ ﻣِﺜْﻞُ ﻗَﺒْﺾٍ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟْﺠَﻤْﺮِ ، ﻟِﻠْﻌَﺎﻣِﻞِ ﻓِﻴﻬِﻢْ ﻣِﺜْﻞُ ﺃَﺟْﺮِ ﺧَﻤْﺴِﻴﻦَ ﺭَﺟُﻠًﺎ ﻳَﻌْﻤَﻠُﻮﻥَ ﻣِﺜْﻞَ ﻋَﻤَﻠِﻪِ ، - ﻭَﺯَﺍﺩَﻧِﻲ ﻏَﻴْﺮُﻩُ - ﻗَﺎﻟَﻮﺍ ﻳَﺎ ﺭَﺳُﻮﻝَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺃَﺟْﺮُ ﺧَﻤْﺴِﻴﻦَ ﻣِﻨْﻬُﻢْ ؟! ﻗَﺎﻝَ : ﺃَﺟْﺮُ ﺧَﻤْﺴِﻴﻦَ ﻣِﻨْﻜُﻢْ )  ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ (4341) ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ (3058) ﻭﻗﺎﻝ : ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ ، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﺍﻷ‌ﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ (494) ﻭﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺭﻭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻗﺎﻝ : ( ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﻴﻮﻥ ﺳﻨﺘﻲ ﻭﻳﻌﻠﻤﻮﻧﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ) .  ﻭﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻣﻮﺭﺍ : 1- ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﻭﺍﺟﺘﻨﺎﺏ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺎﺕ . 2- ﺍﺟﺘﻨﺎﺏ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻻ‌ﻋﺘﻘﺎﺩﻳﺔ . 3- ﺍﻟﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺤﺒﺎﺕ ﺑﺤﺴﺐ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻭﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ . 4- ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺇﺻﻼ‌ﺡ ﻣﺎ ﺃﻣﻜﻦ . ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﺿﺮﺓ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺍﺑﻦ ﺟﺒﺮﻳﻦ ﺣﻮﻝ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻻ‌ﻟﺘﺰﺍﻡ (ﺹ/10) : " ﻻ‌ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﻣﺪﻭﻧﺔ ﻭﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻭﻗﺮﻳﺒﺔ ﻭﺳﻬﻠﺔ ﺍﻟﺘﻨﺎﻭﻝ ﻟﻤﻦ ﻃﻠﺒﻬﺎ ، ﻓﻤﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺇﻻ‌ ﺃﻥ ﻧﺒﺤﺚ ﻋﻨﻬﺎ ، ﻓﺈﺫﺍ ﻋﺮﻓﻨﺎ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﻋﻤﻠﻨﺎ ﺑﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻳَﺼْﺪُﻕ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻗﻮﻝ ( ﻓﻼ‌ﻥ ﻣﻠﺘﺰﻡ ) ، ﻭﻻ‌ ﻧﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻳُﺨَﺬّﻝ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻳﺤﻘﺮ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻬﺰﺉ ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ . ﻭﺍﻟﺴﻨﻦ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ، ﻭﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻤﺎﻟﻴﺎﺕ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﺒﺎﺕ ، ﻭﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻵ‌ﺩﺍﺏ ﻭﺍﻷ‌ﺧﻼ‌ﻕ ، ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻜﻞ ﺳﻨﺔ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻬﺎ ، ﻭﺫﻟﻚ ﺍﺣﺘﺴﺎﺑﺎً ﻟﻸ‌ﺟﺮ ﻭﻃﻠﺒﺎً ﻟﻠﺜﻮﺍﺏ . ﻓﺎﻟﻤﻠﺘﺰﻡ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻠﻤﺎ ﺳﻤﻊ ﺣﺪﻳﺜﺎً ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺴﺎﺭﻉ ﻓﻲ ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ ، ﻭﻳﺤﺮﺹ ﻛﻞ ﺍﻟﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﻤﻼ‌ﺕ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﺍﻓﻞ . ﻓﺘﺮﺍﻩ ﻣﺜﻼ‌ً ﻳﺴﺎﺑﻖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻭﻳﺴﻮﺅﻩ ﺇﺫﺍ ﺳﺒﻘﻪ ﻏﻴﺮﻩ ، ﻭﺗﺮﺍﻩ ﻳﺴﺎﺑﻖ ﺇﻟﻰ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻩ ، ﻭﺗﺮﺍﻩ ﻳﻜﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ، ﻭﻳﺤﺮﺹ ﻛﻞ ﺍﻟﺤﺮﺹ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻋﻤﺎﻟﻪ ﻭﻋﺒﺎﺩﺍﺗﻪ ﻣﺘﺒﻌﺎً ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻨﺔ ، ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﻉ ،‍ ﺣﺘﻰ ﺗﻜﻮﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻷ‌ﻋﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ؛ ﻷ‌ﻧﻪ ﻣﺘﻰ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﺎﺯ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺑﺮﺿﻮﺍﻥ ﺭﺑﻪ ، ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﻋﻨﺪﻩ ﺇﻧﻪ ﺳﻤﻴﻊ ﻣﺠﻴﺐ " ﺍﻧﺘﻬﻰ .


المسلم الذي يتمسك بدينه، ويستقيم على أمر ربه، وخاصة عند كثرة الفتن، يحصل له فضل عظيم، فقد أخرج مسلم في صحيحه برقم (2948) من حديث معقل بن يسار، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((العبادة في الهرج كهجرة إلى)) وقد فُسر الهرجُ في الحديث، بمعنى الفتنة واختلاط أمور الناس، لأن الغالب في زمن الفتن كثرة الفساد، من القتل والاعتداء والظلم، والتعلق بحب الدنيا.
• وسبب كثرة فضل 
العبادة أيام الفتن، أن الناس يَغفلون عنالعبادة فيها، ويشتغلون عنها، ولا يتفرع لها إلا الأفراد. والعبادة عامة في كل ما يحبه الله ويرضاه، من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، وفي هذا الزمن، قد كثرت مخالفات الناس لأمر الله، وغفل كثير منهم عن اتباع السنة، والتمسك بالدين، والقيام بالعبادة، واشتغلوا بشهوات الدنيا، وزخارفها ومعاملاتها.
• فمن يُقبل على أنواع العبادة، ويكثر منها في زمن 
الفتنوظهورها، مخلصاً لربه، راغباً في الدار الآخرة، يرجو رحمة ربه، زاهداً في الدنيا، مقتدياً بالسنة المطهرة، متبعاً لهدي القرآن، تاركاً ما نهي الله تعالى ورسوله عنه، من أنواع الشرك والبدع والكبائر وسائر المعاصي، فله أجر المهاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن قَلَّ عمله وقَصَّر فيه، فهذا مفهوم الحديث، أن العبادةَ أيام الفتن كهجرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
• ولما كانت 
الفتن سريعة الانتشار بين الناس، أمر النبي صلى الله عليه وسلم أمته أن يسارعوا بالأعمال الصالحة قبل أن تحول الموانع بينهم وبين عمل الصالحات، ليتخذوا منها زاداً لمعادهم ينجيهم من عذاب الله، ففي صحيح مسلم برقم (118) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال : ((بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا)).
• قال القرطبي في المفهم (1/326) ((لأن المحن والشدائد إذا توالت على القلوب أفسدتها بغلبتها عليها، وبما تؤثر فيها من القسوة، ومقصود هذا الحديث الحض على اغتنام الفرصة، والاجتهاد في أعمال الخير، والبر عند التمكن منها قبل هجوم الموانع)).
• وكان السلف يَحذَرون 
الفتن عند حلولها، فكانوا يُسابقونها بالعمل الصالح، ومن ذلك تذكير الناس ونصحهم وحثهم على التثبت وعدم الخوض فما لا يعنى، كما أنهم أحبوا السلامة في زمن الفتن، فسكتوا عن أشياء كثيرة طلباً للسلامة في دينهم، لأن الأقوال والأعمال والتصرفات في وقت الفتن، لها أثر كبير في تغيير أحوال الناس وتحول قلوبهم.
• فا المستقيم على دين الله، السائر على منهج النبوة عند تغيير الأحوال ونزول الفتن، واتباع الأهواء وانتشار الضلال، وانقطاع المعين وتقطع السبيل، وُعِد بالأجر والثواب العظيم، لأن مثل هذه 
العبادة لا تكون إلا من قلبِ مؤمنِ صادقِ في إيمانه، ثابتِ على دينه، راسخ في يقينه، متبعٍ لهدي نبيه. حفظنا الله جميعاً من شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.
والله ولي التوفيق.




قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59

قال تعالى : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)(3)، (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً } سورة النساء، الآية 65.


عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نضر الله امرءًا سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه " رواه الترمذي








تعريف السنة في الشرع :

السنة في الاصطلاح يعرفها أهل الحديث بأنها : كل ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة .

وعند الفقهاء يعنون بها : ما يقابل الواجب أو الفرض، بمعنى المستحب والمندوب، فهي كل ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم أو رغّب في فعله لا على سبيل الإلزام ، بل على سبيل الاستحباب والندب .

منزلتها إذا صحت من حيث السند - أي إذا تيقنا بأن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم - تكون بمنزلة القرآن من حيث الحكم .

السنة النبوية هي : كل ما أثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خُلقية أو خَلقية ،

والصدق فيها يتمثل بالإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم واتباع سنته واقتفاء أفعاله وأقواله وجوباً وندباً وانتهاء عن نواهيه حرمة وكراهة والتأدب بآدابه في جميع ما جاء به من مكارم الأخلاق ومحاسن الخصال في العسر واليسر والمنشط والمكره والمحنةوالنعمة وحال البلاء والرخاء وحال الغضب والرضا .

وهي المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي ، وهي الترجمان والشارح للفرائض والأحكام العامة الواردة في كتاب الله تعالى

ومن أجل ذلك لا يمكن الاستغناء عن هذا المصدر لأنه يشكل الشطر الآخر لهذا الدين .

ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - : ( ﻣﻦ ﺗﻤﺴﻚ ﺑﺴﻨﺘﻲ ﻋﻨﺪ ﻓﺴﺎﺩ ﺃﻣﺘﻲ ﻟﻪ ﺃﺟﺮ ﻣﺎﺋﺔ ﺷﻬﻴﺪ )...ﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ ؟ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺻﺤﻴﺤﺎ...ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷ‌ﻓﻌﺎﻝ ﺣﺘﻰ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﺘﻤﺴﻜﺎ ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ ؟...ﺃﻋﻴﺶ ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﻋﺮﺑﻲ ﻭﻻ‌ ﻳﺨﻔﻰ ﺍﻟﺤﺎﻝ...ﻓﻬﻞ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺎﺕ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻛﺎﻓﻴﺎ ﻟﺬﻟﻚ ؟ ﻭﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻣﻮﺭﺍ : 1- ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﻭﺍﺟﺘﻨﺎﺏ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺎﺕ . 2- ﺍﺟﺘﻨﺎﺏ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻻ‌ﻋﺘﻘﺎﺩﻳﺔ . 3- ﺍﻟﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺤﺒﺎﺕ ﺑﺤﺴﺐ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻭﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ .


قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59


قال تعالى : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)(3)، (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً } سورة النساء، الآية 65.



عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نضر الله امرءًا سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه " رواه الترمذي



تعريف السنة في الشرع :


السنة في الاصطلاح يعرفها أهل الحديث بأنها : كل ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة .


وعند الفقهاء يعنون بها : ما يقابل الواجب أو الفرض، بمعنى المستحب والمندوب، فهي كل ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم أو رغّب في فعله لا على سبيل الإلزام ، بل على سبيل الاستحباب والندب .


منزلتها إذا صحت من حيث السند - أي إذا تيقنا بأن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم - تكون بمنزلة القرآن من حيث الحكم .


السنة النبوية هي : كل ما أثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خُلقية أو خَلقية ،


والصدق فيها يتمثل بالإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم واتباع سنته واقتفاء أفعاله وأقواله وجوباً وندباً وانتهاء عن نواهيه حرمة وكراهة والتأدب بآدابه في جميع ما جاء به من مكارم الأخلاق ومحاسن الخصال في العسر واليسر والمنشط والمكره والمحنة والنعمة وحال البلاء والرخاء وحال الغضب والرضا .


وهي المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي ، وهي الترجمان والشارح للفرائض والأحكام العامة الواردة في كتاب الله تعالى


ومن أجل ذلك لا يمكن الاستغناء عن هذا المصدر لأنه يشكل الشطر الآخر لهذا الدين .



وقد جاء الأمر باتباع الكتاب والسنة والسلف الصالح في حديث العرباض ابن سارية - رضي الله تعالى عنه - قال :


" وعظنا رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - موعظةً وجلت منها القلوب ، وذرفت منها العيون ، فقلنا : يا رسول الله أوصنا ، قال : أوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة ، وإن ولي عليكم عبدٌ حبشي ، وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ،عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثةٍ بدعة ، وكل بدعة ضلالة " .حديث صحيح




قال تعالى :" لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ " (آل عمران:164) .
قال الحسن بن علي رضي الله عنه : " الكتاب القرآن والحكمة والسنة " .


ولذلك فإن كلَّ عمل يُتقرَّب به إلى الله لا يكون مقبولاً عند الله إلاَّ إذا توفَّر فيه شرطان :


أحدهما : تجريد الإخلاص لله وحده، وهو مقتضى شهادة أن لا إله إلاَّ الله.


والثاني : تجريد المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم، وهو مقتضى شهادة أنَّ محمداً رسول الله



قال الفضيل بن عياض : كما في مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية في قوله تعالى : { لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً } أخلصُه وأصوَبُه ،
قال : فإنَّ العملَ إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يُقبل ، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يُقبل ، حتى يكون خالصاً صواباً ، والخالص أن يكون لله ، والصواب أن يكون على السنَّة .





أقوال الصحابة والسلف الصالح عن أهمية السنة :


- قال ابن عباس رضي الله عنه عند قوله تعالى :{ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ } (آل عمران: من الآية106) .


فأما الذين ابيضت وجوههم فأهل السنة والجماعة وألو العلم وأما الذين اسودت وجوههم فأهل البدع والضلالة .


- وعن ميمون بن مهران عند قوله تعالى :{ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ } (النساء: من الآية59) . قال : ما دام حياً فإذا قبض فإلى سنته .


- وعن حسان بن عطية قال : " كان جبريل عليه الصلاة والسلام ينزل على نبينا صلى الله عليه وسلم بالسنة كما ينزل القرآن عليه يعلمه إياها كما يعلمه القرآن " .
يصدق هذا قوله صلى الله عليه وسلم :" ألا أوتيت الكتاب ومثله معه ".


- قال الحسن البصري رحمه الله : " ابن آدم لا تغتر بقول من يقول المرء مع من أحب إنه من أحب قوماً اتبع آثارهم ولن تلحق بالأبرار حتى تتبع آثارهم وتأخذ بهديهم وتقتدي بسنتهم وتصبح وتمشي وأنت على منهاجهم ..." رحمه الله .


يقول الأوزعي رحمه الله : " ندور مع السنة حيث دارت " .


- قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " إنا نقتدي ولا نبتدي ونتبع ولا نبتدع ، ولن نضل ما تمسكنا بالأثر " .


- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : " السنة مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ".



- قال الشاعر :
دين النبـي محمـد أخبـار *** نعم المطيـة للفتـى آثـار
لا تعدلن عن الحديث وأهله *** فالرأي ليل والحديث نهار
ولربما غلط الفتى أثر الهدى *** والشمس بازغة لها أنـوار
وخير أمور الدين ما كان سنة *** وشر الأمور المحدثات البدائع



أهمية التمسك بالسنة النبوية :


1- أن السنة مصدر من مصادر التشريع لأنها وحي من الله تعالى، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا وإني أوتيت الكتاب ومثله معه، ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه.. رواه أحمدولذا كان جاحدها ومنكرها كافرا كفرا مخرجا من الملة.



2- السنة شارحة للقرآن ومبينة له، قال شيخ الإسلام في الواسطية: فالسنة تفسر القرآن وتبينه وتدل عليه وتعبر عنه.


وقال في مجموع الفتاوى: فعليك بالسنة فإنها شارحة للقرآن وموضحة له؛


بل قد قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي :
كل ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مما فهمه من القرآن. قال الله تعالى: إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الكِتَابَ بِالحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا.وقال تعالى: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ.وقال تعالى: وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ.



3- أن النبي صلى الله عليه وسلم حث على التمسك بالسنة ورغب فيها لاسيما وقت الفتن والاختلاف، فقال: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ.. رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه.



4- أن التمسك بالسنة والحرص عليها -وليس مجرد الادعاء والكلام والعاطفة- هو الدليل الحقيقي على كمال محبة النبي صلى الله عليه وسلم، فكم من إنسان يدعي كمال محبة النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخالف سنته صباحا مساء ويرتكب ما يبغضه النبي صلى الله عليه وسلم ويبغض فاعله، فتجد مثلا بعض الناس يعلق على سيارته عبارة جميلة كدليل على محبة النبي صلى الله عليه وسلم: كلنا فداك يا رسول الله.ومع ذلك هو آكل للربا أو عاق لوالديه أو مضيع للصلوات، ولأمثال هؤلاء يقال :


تعصي النبي وأنت تزعم حبه ****هذا لعمرك في القياس شنيع.
لو كان حبك صادقا لأطعته ****إن المحب لمن يحب مطيع.



5- أن التمسك بالسنة سبب للنجاة وعصمة من الوقوع في الضلال؛ كما قال مالك رحمه الله: السنة كسفينة نوح من ركبها فقد نجا، ومن تخلف عنها غرق.
وقال الإمام الزهري: كان من مضى من علمائنا يقولون: الاعتصام بالسنة نجاة،
وكتب عمر بن عبد العزيز وصية لرجل فقال فيها : فعليك بلزوم السنة فإنها لك بإذن الله عصمة.


6- أن العمل بالسنة سبيل لمحبة الله تعالى للعبد ومغفرته لذنوبه، قال تعالى: " قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ " {آل عمران:31}.





عقوبة تارك السنة :


عقوبة من لم يعظم السنة أو استهزاء بشيء منها ، فتعلمون قصة الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم : " كل بيمينك " قال : لا أستطيع .
قال له المصطفى عليه الصلاة والسلام : " لا استطعت ، ما منعه إلاّ الكبر " قال : فما رفعها إلى فيه ".


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده لتدخلن الجنة كلكم إلا من أبى وشرد على الله كشراد البعير . قالوا : يا رسول الله ومن يأبى أن يدخل الجنة ؟ قال : من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى ".






واجبنا نحو السنة النبوية :


1 – العمل على نشر السنة النبوية من خلال – الكتب ومجال الانترنت والقنوات الفضائية والمساجد والمجالس الاجتماعية .




2- دراسة السيرة النبوية من جميع جوانبها .
- دراسة شمائلة وأخلاقه عليه الصلاة والسلام .
- دراسة تعامله مع خالقه وأهل بيته وأسرته .- دراسة تعامله مع الرجال والنساء ، والكبار والصغار، والضعفاء والأقوياء .- دراسة تعامله مع غير المسلمين في حالتي السلم والحرب .




3 – العمل بالسنة قولاً وعملاً و التمسك بها والتزامها، علماً واعتقاداً، وعملا وسلوكاً والتحلي بأخلاق أهلها .
فالسنة النبوية مفسرة ومفصلة لكثير من الفرائض والأحكام الواردة في القرآن بصورة عامة، كالصلاة والصيام والزكاة والحج وغيرها مما جاءت السنة مفصلة ومبينة لها .



4 – حفظها وحمايتها من التبديل والتغيير و الاجتهاد في تنقيتها من الكذب وتمييز صحيحها من ضعيفها .



5 – أن تتلقى السنة من مصادرها الأصلية وبتوجيه أهل العلم المختصين بها والموثوقين بهم، لقوله تعالى : { فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} (الأنبياء 7) وذلك من أجل أخذ الصحيح منها وترك الضعيف






نصيحة إلى كل مبتدع تارك للسنة غير متبع :



لنحكم سنة النبي صلى الله عليه وسلم في حياتنا ..
ولا نتعصب لمذهب مذموم.. أو بدعة محدثة.. أو قول كائن من كان... فالرجال يُعرفون بالحق وليس الحق يعرف بالرجال؛ فمن الذي تؤمن عليه الفتنة .



يقول ابن مسعود رضي الله عنه : " ألا لا يقلدن أحدكم دينه رجلاً إن آمن آمن وإن كفر كفر فإنه لا أسوة في الشر ، ولا يكن قول أحدنا إذا سمع سنة ثبتت عن المصطفى صلى الله عليه وسلم ما سمعنا بهذا .. وما عرفناه من آبائنا ولا ذكره أجدادنا ".



قال تعالى : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ } (البقرة:170) .


إن الدين قد تمّ وكمل { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ } (المائدة: من الآية3) .






فمن يأتي ليضيف إليه شيء فكأنما يحدث بلسان حاله فيقول : إن الله أبقى في الدين نقصاً وأريد أن أتممه .
إن شرعة الله ومنهاجه ليس شركة أو مساهمة يدلي كل فيها بدلوه . ويخرص فيها بهرائه وافترائه وكذبه . إنها ملة قويمة .. وأصول ثابتة .. وأحكام عادلة .
" ومن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ".




قال الشافعي : " اجمع المسلمون على أن من استبان له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحل له أن يدعها لقول أحد ".انتهى




ولا يكون حب الرسول صلى اله عليه وسلم مجرد كلمات تقال أو شعارات ترفع فنجد من يعلق في بيته أو يضع شعارا في جواله عبارة فداك أبي وأمي يا رسول الله , ونجده بعيدا تماما عن حسن الاتباع والاقتداء والالتزام بما أمر به الرسول أو اجتناب ما نهى عنه
إن الدفاع عن السنة والتمسك بها يكون بحسن الاتباع والاقتداء بأثره وهديه صلى الله عليه وسلم
والبعد كل البعد عما نهى عنه وعن الابتداع في دين الله عز وجل أو نسب طرق جديدة من العبادات له دون علم






 
وفي الختام أسال الله لي ولكم حسن الاتباع والقبول وأن يتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وأن يحشرنا مع خير الأنام صلى الله عليه وسلم

التمسك بالسنه في زمن الفتن

الحمد للَّه 
السنة النبوية سفينة النجاة وبر الأمان ، حث النبي صلى الله عليه وسلم على التمسك بها وعدم التفريط فيها فقال : ( فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ) رواه أبو داود (4607) وصححه الألباني في صحيح أبي داود . 
وحين يكثر الشر والفساد ، وتظهر البدع والفتن ، يكون أجر التمسك بالسنة أعظم ، ومنزلة أصحاب السنة أعلى وأكرم ، فإنهم يعيشون غربة بما يحملون من نور وسط ذلك الظلام ، وبسبب ما يسعون من إصلاح ما أفسد الناس .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم :
( إِنَّ الإِسلَامَ بَدَأَ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ ، فَطُوبَى لِلغُرَبَاءِ . قِيلَ : مَن هُم يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : الذِينَ يَصلُحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ ) أخرجه أبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (1/25) من حديث ابن مسعود ، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1273) وأصل الحديث في صحيح مسلم (145)
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم :
( َإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْر ، الصَّبْرُ فِيهِ مِثْلُ قَبْضٍ عَلَى الْجَمْرِ ، لِلْعَامِلِ فِيهِمْ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلًا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِهِ ، - وَزَادَنِي غَيْرُهُ - قَالَوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْهُمْ ؟! قَالَ : أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ ) 
رواه أبو داود (4341) والترمذي (3058) وقال : حديث حسن ، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (494) وفي بعض روايات الحديث قال : ( هم الذين يحيون سنتي ويعلمونها الناس ) . 
والتمسك بالسنة يعني أمورا :
1- القيام بالواجبات واجتناب المحرمات .
2- اجتناب البدع العملية والاعتقادية .
3- الحرص على تطبيق السنن والمستحبات بحسب قدرته واستطاعته .
4- دعوة الناس إلى الخير ومحاولة إصلاح ما أمكن .
جاء في محاضرة للشيخ ابن جبرين حول حقيقة الالتزام (ص/10) :
" لا شك أن السنة النبوية مدونة وموجودة وقريبة وسهلة التناول لمن طلبها ، فما علينا إلا أن نبحث عنها ، فإذا عرفنا سنة من السنن عملنا بها حتى يَصْدُق علينا قول ( فلان ملتزم ) ، ولا ننظر إلى من يُخَذّل أو من يحقر أو من يستهزئ ونحو ذلك .
والسنن قد تكون من الواجبات ، وقد تكون من الكماليات أو من المستحبات ، وقد تكون من الآداب والأخلاق ، فعلى المسلم أن يعمل بكل سنة يستطيعها ، وذلك احتساباً للأجر وطلباً للثواب .
فالملتزم هو الذي كلما سمع حديثاً فإنه يسارع في تطبيقه ، ويحرص كل الحرص على العمل به ولو كان من المكملات أو من النوافل .
فتراه مثلاً يسابق إلى المساجد ويسوؤه إذا سبقه غيره ، وتراه يسابق إلى كثرة القراءة وكثرة الذكر أكثر من غيره ، وتراه يكثر من أنواع العبادات ، ويحرص كل الحرص أن تكون جميع أعماله وعباداته متبعاً فيها السنة ، وليس فيها شيء من البدع ،‍ حتى تكون تلك الأعمال والعبادات مقبولة عند الله ؛ لأنه متى قبل العمل فاز المسلم برضوان ربه ، نسأل الله أن تكون أعمالنا مقبولة عنده إنه سميع مجيب " انتهى .